سلوكيات العصر الحديث: التنمر الإلكتروني، اعتداء صريح

مع زيادة الضغوط النفسية على الأفراد لما يشهده العالم من تطورات، يلجأ الكثير من الأطفال والشباب لإيجاد وسائل جديدة للتسلية والمرح، وإحداها المزاح.

في السابق، اقتصر المزاح بين المعارف، كأفراد العائلة والأصدقاء، لكن مع تطور التكنولوجيا أدركنا بأنه يمكن أن يمتد المزاح ليصبح مزاح الكتروني ويمكن حدوثه بين أفراد المجتمع كافة، ووسائل التواصل الاجتماعي كانت البيئة الأنسب لذلك، لكن ما لم ندركه هو وجود خيط رفيع بين المزاح الالكتروني، والتنمر الإلكتروني، فالتنمر هو أن تضحك على شخص ما، بينما المزاح هو أن تضحك معه.

 

يعرف التنمر بشكل عام بأنه سلوك عدواني، يمارس عن عمد، وبشكل متكرر، على فرد أقل قوة من المعتدي عليه. بينما يشمل التنمر الالكتروني نشر الصور المحرجة لشخص، أو إصدار ونقل أكاذيب عنه، أو انتحال شخصيته، أو تهديده.

 

أولاً: تأثير التنمر على الفرد.

“أول مرة تعرضت للتنمر خفت كتير. دغري مسحت كل حساباتي وانعزلت عن الناس. ما عرفت أنام من الخوف!”  يسر، 16 عاما، من الأردن.

إنّ التنمر يسبب مشاكلاً نفسية وبدنية، طويلة وقصيرة الأمد كالقلق والاكتئاب، وقد يصل للانتحار، إضافة إلى المشاكل في الصحة الجسمانية كالمغص والصداع وقلة الشهية، وقد يدفع الشخص لتعاطي المخدرات والانتحار، يُضاف إليها التراجع الأكاديمي الملحوظ لدى الفرد المتضرر.

كما أن دراسات أُجريت في بلدانٍ عدة كالسويد وأستراليا وكندا بيّنت بأن التنمر الإلكتروني أشد خطورة من التنمر التقليدي، ويزيد الأول من الأفكار الانتحارية ومعدل الاكتئاب والضعف الجسدي مقارنةً بالأخير.

 

ثانيًا: التنمر، والأطفال.

كيف يظهر التنمر على الأطفال؟

يجب على الآباء مراقبة أطفالهم باستمرار، ومعالجة الأمر سريعًا في حال ممارسة التنمر على أطفالهم، العلامات التي تدل ذلك:

  • تجنب المدرسة وظهور أعراض القلق والاكتئاب على تصرفات طفلك.
  • المعاناة من مشاكل صحية كالصداع وانخفاض الشهية ومشاكل في المعدة.
  • صعوبة في النوم، ورؤية الكوابيس.
  • الانفصال عن الأصدقاء.
  • الغضب المفاجئ، والانسحاب غير المبرر من المنزل.
  • سلوكيات الأذى النفسي، كجرح أو إيذاء النفس.

 

 

كيف تساعد طفلك؟

  • لا تلومه، وقدم له الدعم النفسي.
  • شجع طفلك على عدم الاستجابة للتنمر على الانترنت، واحتفظ بالرسائل والصور لحين الحاجة.
  • اطلع على عالم انترنت طفلك.
  • لا تسمح بالوصول اللا محدود للإنترنت.
  • فعّل الفلاتر الموجودة في جهاز طفلك التي تمنع ألفاظ التنمر إن كان ذلك متاحًا.
  • شجعه على عدم إعطاء أي معلومات شخصية أو ذات قيمة مهما كان سبب.
  • اصطحبه لمرشد نفسي إن لزم الأمر، لكن بعد موافقته وليس بالإجبار.

 

يؤثر التنمر بشكل كبير على حياة الإنسان، لذلك يجب متابعة أطفالك بشكل مستمر والكشف عن حدوث أي شكل من أشكال التنمر مبكرًا عن طريق تصرفاتهم، ففي بعض الأحيان قد لا يشكو لك طفلك من التنمر عليه بالرغم من تعرضه له.

 

شاهد أيضا

اذاعة المعارف